الإعلانات

الكلمة الإفتتاحية

                                                               بقلم : عبد العزيز عبدلي
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
لقد أكرمنا الله عز وجل بهذه الوسائل الحديثة وتفضل وهو المان والمتفضل وحده جل في علاه أن يسَّرها  لنا هذه الوسائل ولهذا ينبغي أن نشكره وحده ونحتسب عملنا هذا عند الله ، وأن نرجو به ما عنده جل في علاه ، فإن صلاح النية مطلوبٌ من المرء في كل مقام ومن ذلكم مقام العلم والتعلم والدعوة إلى الله .
" فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، والتقوى هي اتخاذ وقاية من عذاب الله؛ وذلك بامتثال أمره واجتناب نواهيه، والتقوى هي الوصية التي أوصى بها الله هذه الأمة ومن سبقها. قال الله تعالى:﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾.
وللتقوى فوائد عظيمة ذكرها الله تبارك وتعالى في كتابة العزيز ومن أهمها:
قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾.وقول الله تبارك وتعالى:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ﴾.وقوله تعالى:﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا وقول الله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.وإنني أذكر إخواني المسلمين في كل مكان بما أنعم الله علينا في هذا العصر من سهولة الاتصالات والمواصلات حتى أن الرجل ليتحدث بالحديث في بيته فيسمعه من في المشرق والمغرب.  وإنني لواثق من أنه إذا عُرِض الإسلام عرضاً صحيحًا على حسب ما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسيكون مقبولاً لدى النفوس؛ لأن الإسلام دين الفطرة يقبله كل ذي فطرة سليمة ولا يحتاج إلى كبير عناء بمجرد أن يشهد الرجل أن لا اله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فإنه سوف يقبل هذا بفطرته التي فطر الله بها عباده.قال الله تعالى:﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾ ."
فهذه المدونة أسميناها « مدونة الصراط المستقيم» وضعنا فيها جمعية البصائر للعلم والهدى وتحتها مدرسة واقعية التي افتتحت منذ بضعة شهور وألحقنا بها المدرسة الإلكترونية " مدرسة الصراط المستقيم " التي افتتحت منذ سنوات  .
إن السير على الصراط المستقيم لابد فيه من العلم ، وإذا لم يكن عند المرء نور يستضيء به في سيره على الصراط فهو على خطر قال الله تعالى : " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ" بوب البخاري: باب العلم قبل القول والعمل. واستدل بقوله تعالى : " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ " فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. وأعظم ما يطلب في هذا الباب - باب العلم- العلم بالله والمعرفة بالرب العظيم والخالق الجليل سبحانه وتعالى ، فإن العبد كلما كان بالله أعرف كان لعبادته أطلب وعن معصيته أبعد وكان منه أخوف كما قال الله سبحانه وتعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر:28] .

و في هذا الزمن على بعد خمسة عشر قرنا من زمن النبوة زمن الخيرية  قد كثرت سبل الانحراف العقدي و الفكري والأخلاقي والعلاج والحل للعودة إلى خيرية زمن النبوة  هو التمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم و هدي السلف الصالح .
لقد كان عهد النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - والخلفاء الرَّاشدين والصحابة يجسِّد الصُّورة المثاليَّة لِمَنهج الإسلام ، وكان الحِفاظ على العقيدة الإسلاميَّة أهمَّ وأول الأعمال ، وكان المنهجُ السائد هو الاتِّباعَ التامَّ، والالتزامَ الكامل، والتطبيقَ الشامل للكتاب والسُّنة وهو المحجة البيضاء ليلها كنهارها هو الطريق لحل جميع الانحرافات كما قال إمام دار الهجرة الإمام مالك : لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
ولن يكون هذا إلا عن طريق العلم والعمل لأن أهمية العلم لا تتوقف على تحصيل المعلومات فقط؛ بل تتعدى إلى ما بعد ذلك بمراحل وهو توظيفه في جميع شؤون الحياة دينا ودنيا .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .